
{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ}، رأس الحكمة هو الشكر لله، فلأن لقمان أوتي الحكمة وهداه الله فكان حكيماً، كان أكبر عنوان ضبط مسيرة حياته؛ وبالتالي تأثر به على مستوى التفكير، وعلى مستوى العمل، وعلى مستوى السلوك، كان هو عنوان الشكر لله، وعنوان الشكر هو أهم وأوسع وأكبر عنوان قدَّمه الله إلينا لنضبط على أساسه مسيرة حياتنا كبشر في علاقتنا بالله -سبحانه وتعالى- الله يقول عن الإنسان: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: الآية3]، الشكر لله -سبحانه وتعالى- هو العنوان المهم الذي نبني عليه علاقتنا بالله -سبحانه وتعالى- بشكلٍ صحيح، الإنسان يدين لله بكل النعم التي أنعم بها عليه، ولا نعمة إلا من الله {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: من الآية53]، الإنسان في وجوده، وفي حياته، وفي كل ما يتقلب فيه في هذه الحياة على هذه الأرض، حتى في الهواء الذي يستنشقه، في الأوكسجين، في كل تنفس يتنفسه هو مدينٌ بالنعمة من الله عليه، وبالشكر لله -سبحانه وتعالى- الله هو الذي وهبك الوجود، وهبك الحياة، ومنذ خلقك وأنت تتقلب في نعمائه تتحرك في هذه الحياة بين نعمه، تحيط بك نعمه، تعيش بنعمه،
اقراء المزيد